أدلة على وجود الله – الحجة الكونية

الحجة الكونية

الحجة الكونية

إليكم فيديو من موقع الإيمان المنطقي الذي يقدم دليلا آخر لوجود الله بعنوان الحُجّة الكونية (The Kalam Cosmological Argument – بالترجمة الحرفية: حجة الكلام الكوزمولوجية)، التي تتمحور حول مسبب وجود الكون، وصفات هذا المسبب. الترجمة للعربية متوفرة، تحت الفيديو.

هل الله موجود؟ أو هل هذا العالم المادي هو كل ما كان، كائن وسيكون؟ إحدى الطرق للاجابة على هذا السؤال هي الحجة الكونية، وهي تنص على أنه:

  • لكل شيء ابتدأ بالوجود، هنالك مسبب.
  • هنالك بداية لوجود الكون.
  • إذا، هنالك مسبب لوجود الكون.

هل الفرضية الأولى (لكل شيء ابتدأ بالوجود، هنالك مسبب) صحيحة؟ دعونا نفكر. تصديق أن هنالك اشياء تظهر فجأة بدون أي مسبب، أسوء من الايمان بالسحر! على الأقل، بالسحر، هنالك قبعة سحرية والساحر نفسه! وإن كان هنالك شيء يستطيع أن يخلق نفسه من لا شيء، فلماذا لا نرى ذلك يحدث دائما؟ كلا، فالخبرة الحياتية اليومية والأدلة العلمية تؤكد صحة الفرضية الأولى، إن كان شيء قد ابتدأ بالوجود، فلا بد أن يكون هنالك مسببا لوجوده.

ماذا عن الافتراض الثاني؟ هل يوجد بداية لوجود الكون، أو هل كان دائما موجودًا؟ بشكل عام، يدعي الملحدون أن الكون كان موجودا منذ الأزل. بيرتراند راسل قال: “الكون مجرد موجود، وهذا كل ما في الأمر”. دعونا أولا أن نفكر بقانون الديناميكا الحرارية الثاني. فهو يقول لنا أن الكون ينفذ ببطئ من الطاقة التي يمكن أن نستعملها، وهذه نقطة مهمة. إن كان الكون موجودا منذ الأزل، لنفذ الآن من الطاقة القابلة للاستخدام. القانون الثاني بالديناميكا الحرارية، يدلنا على كون ذو بداية محتمة.

وهذا ما تأكده سلسلة من اكتشافات علمية رائعة. في سنة 1915، البيرت أينشتاين عرض النظرية النسبية. وهذا سمح لنا ولأول مرة، أن نتكلم عن تاريخ ماضي الكون. وبعدها جورج لامنتريه والكسندر فريدمان، كلاهما يعملان على معادلات أينشتاين، توقعا أن الكون يتمدد. ثم في عام 1929، إيدوين هابل قاس الإزاحة الحمراء في الأشعة من مجرات بعيدة. هذا الدليل العملي لم يؤكد أن الكون يتوسع فحسب، بل أنه نبع الى الوجود من نقطة واحدة في الماضي. كان ذلك اكتشافا هائلا، يكاد أن يفوق إدراكنا.

ومع ذلك، ليس الجميع مغرم بكون محدود متناهي. لذلك، لم تعبر فترة زمنية طويلة الى أن ظهرت نماذج (models) بديلة تفسر أزلية الكون، ولكن، واحدة تلو الأخرى، فشلت بالصمود امام اختبار الزمن.

وفي الآونة الأخيرة، ثلاث علماء كون (Cosmologists) رائدون – أرفيند بورد، ألين جوث وأليكساندر فيلينكين – أثبتوا أن “أي كون الذي كان، بالمعدل، يتوسع عبر تاريخه، لا يمكن أن يكون أزلي في الماضي، ولا بد أن يكون له بداية مطلقة.” هذا ينطبق أيضا على تعدد الأكوان (multiverse)، إن كان ذاك الشيء موجودا.

هذا يعني أن العلماء “لا يستطيعوا أن يختبؤوا وراء كون ازلي. لا يوجد مهرب، سيجبرون على مواجهة مشكلة بداية الكون” (مقتبسة عن أليكساندر فيلينكين). أي نموذج كفؤ للكون، مجبر على احتواء بداية للكون، تماما كالنموذج الاول.

من المعقول جدا أن تكون الفرضيتان (لكل شيء ابتدأ بالوجود، هنالك مسبب وهنالك بداية لوجود الكون) صحيحتان. وهذا يعني أن النتيجة صحيحة أيضا. هنالك مسبب لوجود الكون.
وبما أن الكون لا يمكن أن يسبب وجود ذاته، على المسبب أن يتجاوز حدود الكون الزمكانية. من الضروري أن يكون لازمني (سرمدي – timeless)، غير متعلق بالمكان أو الحيّز (spaceless)، غير مادي (immaterial)، بدون حاجة لمسبب آخر وذو قوة خيالية، تماما كالله.

الحجة الكونية تظهر أن الايمان بوجود الله أمر حقا منطقي.

مترجم عن: المصدر