الحجة الاخلاقية


الحجة الاخلاقية

الحجة الاخلاقية

موقع الايمان المنطقي يقدم دليلا اخر لوجود الله عن طريق فيديو ظريف بعنوان الحجة الاخلاقية. الترجمة للعربية متوفرة تحت الفيديو.


هل تستطيع أن تكون صالحًا بدون الله؟ (بالفيديو نرى ملحدا يساعد قطة عالقة في شجرة) – مذهل للغاية- هذا دليل قاطع انك تستطيع أن تكون جيدًا بدون الله.

لكن لحظة! السؤال لم يكن “هل تستطيع أن تكون جيدًا من دون الإيمان بالله”. السؤال هو: “هل تستطيع أن تكون جيدا من دون الله”.
لاحظ, المشكلة هي: إذا كان الله غير موجود, فما هو الأساس الموضوعي الذي بحسبه يقاس الخير والشر, الصواب والخطأ . إن عدم وجود الله يعني عدم وجود القيم الأخلاقية.
واليكم السبب. بدون المرجعية الموضوعية, لا يمكننا أن نقول أن شيئا ما عالٍ أو منخفض (جيد أو سيء). تعطينا طبيعة الله وجهة نظر موضوعية للقيم الأخلاقية. انه المعيار الأساسي الذي من خلاله تقاس جميع الأفعال والقرارات. ولكن إن لم يكن هناك اله فلا وجود لوجهة نظر موضوعية. كل ما يتبقى لنا هي وجهة نظر شخصيّة، وهي ليست بالضرورة صحيحة أو ملزمة لأي شخص آخر. عالَم بدون الله, سيكون عالم “لا خير فيه ولا شر.. لا شيء سوى لا مبالاة عمياء وعديمة الرحمة” – الملحد ريتشارد دوكنز.

عبّر الله عن طبيعته الأخلاقية للبشر عن طريق الوصايا, التي تشكل الأساس للواجبات الأخلاقية. على سبيل المثال, أهم صفات الله كالمحبة، عبّر عنها الله في وصيته “احب قريبك كنفسك” ( لوقا 10: 27) هذه الوصية تزودنا بمعيار موضوعي نستطيع به تأكيد المبادئ الأساسية للصلاح, الكرم, التضحية والمساواة. ونستطيع إدانة الشر, الحقد, الإساءة, والعنصرية بموضوعية.
هذا يطرح المشكلة التالية: هل يصبح الأمر جيدا لأن الله يريده هكذا، أم أن الله يريد شيئا لأنه جيد. الإجابة هي لا هذا ولا ذاك، بل الله يريد شيئا لأنه هو (الله) الصالح.

الله هو معيار القيم الأخلاقية, تمامًا كما يُشكل عرض مباشر لفرقة موسيقية المعيار لدقة وصحة التسجيل. كلما كان التسجيل يُشبه الأصل كلما كان أفضل. وهكذا كلما كان العمل الأخلاقي يشبه طبيعة الله كلما كان أفضل.
لكن إذا كان الإلحاد على حق, فلا يوجد معيار مُطلق وبالتالي لا يمكن أن يكون هناك التزامات أو واجبات أخلاقية. مَن أو ما الذي يفرض مثل هذه الواجبات علينا؟ لا أحد.

تذكر: الإنسان بالنسبة للملحد هو مجرد صدفة طبيعة – “حيوان متطور جدا”. لكن الحيوانات لا تملك التزامات أخلاقية تجاه بعضها. مثلا, عندما تقتل القطة فأرا, فهي لم تفعل شيئا خاطئا من ناحية أخلاقية، فالقطة تتصرف كطبيعتها (كقطة). إذا كان الله غير موجود سننظر لتصرف الإنسان بنفس الطريقة. عندها لا يمكن أن نحكم على أي عمل بأنه صواب أو خطأ.

لكن المشكلة هي أن – الخير والشر, الصواب والخطأ بالفعل موجودون, ومثلما يقنعنا عقلنا أن العالم المادي هو حقيقي, خبرتنا الأخلاقية تؤكد وجود القيم الأخلاقية. في كل مرة تقول “هذا غير عادل, هذا خطأ…” انت تؤكد اعتقادك بوجود القيم الأخلاقية الموضوعية.
مثلا كلنا متفقون على أن الاعتداء على الأطفال والإرهاب هي أفعال شريرة…. للجميع…. دائما. هل هذا تفضيل شخصي أم رأي؟ كلا! “الشخص الذي يقول أن اغتصاب الأطفال هو أمر أخلاقي ومقبول, هو مخطئ بنفس الدرجة كالشخص يقول 2+2=5.” (ميشيل ريوس).

كل ما ذكر أعلاه يقودنا إذا إلى الحُجة المنطقية لوجود الله:

  1. إن كان الله غير موجود, لا وجود للقيم والواجبات الأخلاقية الموضوعية
  2. لكن القيم والواجبات الأخلاقية الموضوعية بالفعل موجودة
  3. لذلك, الله موجود

يفشل الإلحاد في توفير أساس للواقع الأخلاقي الذي نواجهه ونختبره يوميا. في الحقيقة, وجود القيم الأخلاقية الموضوعية تقودنا مباشرة لوجود الله.

رابط للمصدر – ترجمة شيرين حنا